عائلات الأسرى الإسرائيليين تتظاهر أمام منازل وزراء للضغط نحو صفقة تبادل

عائلات الأسرى الإسرائيليين تتظاهر أمام منازل وزراء للضغط نحو صفقة تبادل
احتجاجات أهالي الرهائن في إسرائيل - أرشيف

شهدت مدن إسرائيلية الأحد موجة احتجاجات متزامنة نفذها أهالي الأسرى المحتجزين في غزة وناشطون متضامنون معهم، أمام منازل أربعة وزراء إسرائيليين ورئيس الكنيست أمير أوحانا، وجاءت المظاهرات للضغط على الحكومة من أجل المضي في صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بعد أسابيع من المماطلة في الرد على مقترح الوسطاء الدوليين بصفقة جزئية.

في إحدى الوقفات، وجّه يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود، رسالة مباشرة إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس قائلا إن عليه تحمّل المسؤولية والعمل من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق، معتبرا أن الولاء لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يجلب سوى الخراب واستمرار معاناة الجنود والمختطفين وفق صحيفة “هآرتس” العبرية.

أما ميخال لافيه، زوجة شقيق الأسير عومري ميران، فأعلنت أن لدى العائلة شهادة مصورة حديثة له لم تنشر بعد، مؤكدة أن وضعه الصحي سيئ، وخاطبت وزير الزراعة آفي ديختر قائلة إن بإمكانه الاطلاع بنفسه على الصورة لمواجهة الحقيقة القاسية التي يتحمل المسؤولية عنها.

مقترحات على الطاولة

وبحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن المقترح المطروح من الوسطاء يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات، ووقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة ستين يوما، يجري خلالها تنفيذ صفقة تبادل على مرحلتين، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن عشرة أسرى أحياء وثمانية عشر جثمانا إسرائيليا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع بحث ترتيبات تهدئة دائمة منذ اليوم الأول.

رغم الضغوط الداخلية، أوعز نتنياهو مؤخرا ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح الأسرى، لكنه في الوقت نفسه يصر على المضي في خطة عسكرية جديدة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، وتشمل الخطة تطويق مدينة غزة وتهجير سكانها الذين يقدر عددهم بنحو مليون نسمة، قبل تنفيذ عمليات توغل واسعة والتوجه لاحقا نحو مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.

أرقام متباينة ومأساة إنسانية

تقدّر إسرائيل أن لدى حركة حماس 50 أسيرا، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما تحتجز في سجونها أكثر من 18000 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية واسعة بانتشار التعذيب والإهمال الطبي، وفي المقابل، واصلت الحملة العسكرية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 التسبب في خسائر بشرية كارثية في غزة، حيث أستشهد أكثر من 62 ألفا و622 شخصا وأصيب 157 ألفا و673 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وتوثق منظمات إنسانية وفاة 281 شخصا بينهم 114 طفلا بسبب الجوع، في ظل تفاقم أزمة الغذاء والدواء.

ملف الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية يعد أحد أعقد الملفات منذ عقود، حيث استخدمت حركة حماس ورقة الأسرى في أكثر من محطة تفاوضية، أبرزها صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 التي أفرجت فيها إسرائيل عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط، ويُنظر إلى الصفقة الحالية على أنها فرصة جديدة لتكرار سيناريو مشابه، لكن التعقيدات السياسية الداخلية في إسرائيل، والانقسام حول الحرب على غزة، يعرقلان مسار التفاوض.

في الوقت ذاته، يثير استمرار العمليات العسكرية انتقادات دولية واسعة، حيث تطالب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين، ورغم هذه الضغوط، تصر الحكومة الإسرائيلية على المضي بخططها العسكرية متوازية مع مفاوضات الأسرى، ما يضع الملف برمته عند تقاطع حساس بين الأمن والسياسة والمأساة الإنسانية. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية